تقارير وتحليلات

نشر في : 15-08-2024

حدثت في : 2024-08-17 15:37:13

بتوقيت ابوظبي

أحمد جمال أحمد

دفع التغير المناخي المزارعين في اليونان إلى إدخال محاصيل جديدة، والمفاجأة أن غالبيتها محاصيل شبه استوائية مخصصة للزراعة في الأجواء الحارة.

وبحسب موقع "جريك ريبورتر"، فإن الموز والبابايا والمانجو هي بعض المحاصيل الجديدة التي دخلت على مجال الزراعة في اليونان حيث يقوم عدد متزايد من المزارعين بالتحول إلى إنتاج الفاكهة شبه الاستوائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وسمحت فصول الشتاء الأكثر اعتدالاً في السنوات الأربعين الماضية في اليونان، خاصة في جنوب البلاد وكريت، للعديد من المزارعين بالتخلي عن المحاصيل البستانية والزيتون التقليدية والتحول إلى محاصيل الفاكهة شبه الاستوائية.

تحول مستمر

وبحسب بانوس أداموبولوس، أحد المزارعين الذين زرعوا المانجو والأفوكادو في كيباريسيا، بيلوبونيز، على مدى السنوات الثلاث الماضية، قال لصحيفة "جريك ريبورتر" إن مثل هذه المحاصيل أكثر مقاومة للحرارة الشديدة والتحول لها الآن في تزايد مستمر داخل اليونان.

وقال إن تغير المناخ لا يتعلق فقط بارتفاع درجات الحرارة، ولكن أيضًا بندرة المياه، وفي السنوات القليلة الماضية، كان هناك انخفاض ملحوظ في هطول الأمطار في أنحاء اليونان، حيث تتطلب المحاصيل التقليدية مثل مزارع الكروم وبساتين الزيتون مياها أكثر بكثير من المانجو والأفوكادو.

وقال المزارع اليوناني "لقد تكيفت هذه الأشجار بشكل ملحوظ مع مناخ كيباريسيا"، وتابع "المشكلة الوحيدة التي واجهناها هي الرياح القوية العرضية التي تأتي من البحر الأيوني والتي يمكن أن تلحق الضرر بالمحاصيل، لكننا نعمل على إيجاد حلول لحماية الأشجار."

تجارب جديدة

وقالت الصحيفة اليونانية إن نيكوس أداموبولوس، يجري تجارب أيضًا على نباتات شبه استوائية أخرى مثل فاكهة التنين، ويقول "إنها مجرد تجربة لمعرفة ما إذا كانت مثل هذه النباتات يمكن أن تزدهر في اليونان في السنوات الخمس المقبلة، أو نحو ذلك."

ويعترف بأن الإنتاج لا يزال منخفضًا، لأن العمل بدأ قبل ثلاث سنوات فقط، ويشير إلى أن المنتجين الآخرين للنباتات شبه الاستوائية في المنطقة الذين بدؤوا منذ سنوات يحققون عائدًا جيدًا على استثماراتهم.

وقال أداموبولوس لجريك ريبورتر، "يتعين علينا أن نقبل أن إنتاج هذه الفاكهة في اليونان لا يكفي لتلبية الطلب الاستهلاكي، خاصة مع زيادة السياحة، كما أصبح المستهلكون اليونانيون أكثر معرفة بشأن هذه المنتجات ويطلبون المزيد من المانجو والأفوكادو، خاصة تلك المنتجة في اليونان."

ويقول سبيروس ليوناكيس، أستاذ في قسم التكنولوجيا الزراعية بجامعة كريت، إن النباتات شبه الاستوائية تزدهر في مناخ جنوب جزيرة كريت.

واليوم، هناك مزارعون في إيرابيترا وسيتيا وميرتوس وبساري فورادا وأرفي في فيانوس، يزرعون الموز التقليدي والعضوي، في حين يحاولون تدريجياً توسيع زراعة البابايا والأفوكادو والمانجو وفاكهة التنين وفاكهة الجوافة وأنواع أخرى شبه استوائية.

وفي جميع المحاصيل العضوية المزروعة في السنوات العشرين الماضية، يحتكر الموز والبابايا اهتمام المزارعين والمستهلكين في اليونان بين المحاصيل الاستوائية، في حين تظهر المحاصيل التجريبية لجميع الأنواع شبه الاستوائية الأخرى أن مناخ جنوب شرق جزيرة كريت مثالي لإنتاج هذه الفاكهة، طالما تم تأمين السوق الذي سيستوعب الإنتاج بعد ذلك.

وقد يجبر تغير المناخ، الذي من المقرر أن يغذي موجات الحر والجفاف المتكررة في حوض البحر الأبيض المتوسط، المزيد من المزارعين على تجربة زراعة النباتات شبه الاستوائية.