قصص

نشر في : 10-05-2024

حدثت في : 2024-05-22 15:47:16

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تُبدي أنواع الأسماك المختلفة استجابات متباينة في ظل التغيرات المناخية، لكن التفت دراسة حديثة عن نوع من الاستجابات قد يقود إلى الانقراض.

تختلف استجابة الكائنات الحية المختلفة للتغيرات الحاصلة في البيئة من حولها، وفي ظل التغيرات المناخية التي تقود العالم نحو حرارة مرتفعة مقارنة بالسابق، تتخذ الكائنات الحية استراتيجيات مختلفة للتكيف مع تلك التغيرات، وعادةً إما تصمد وتبحث عن طرائق تناسبها للتكيف مع الاحترار العالمي، أو ينتهي بها الحال إلى الانقراض. 

لكن وجدت مجموعة بحثية دولية أنّ هناك بعض الأنواع من الأسماك في خليج كيل ببحر البلطيق قد أبدت سلوكًا مختلفًا، يتمثل في افتراس الكائنات البحرية المتوفرة، حتى وإن لم تلبي احتياجاتها الغذائية التي تمدها بالطاقة اللازمة للبقاء على قيد الحياة، وأشار مؤلفو الدراسة إلى أنّ هذا السلوك قد يقود الأنواع إلى الانقراض، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «نيتشر كلايمت تشانج» (Nature Climate Change) في 27 فبراير/شباط 2024. 

سلوك غير مفهوم

حلل الباحثون بيانات بين عامي 1968 إلى 1978؛ حول محتويات المعدة لـ 6 أنواع من الأسماك ذات الأهمية التجارية، وبلغ عدد العينات التي استندت إليها البيانات التي استخدمها الباحثون 2487 عينة، ودرسوا نظامها الغذائي والبيئة حولها وما فيها من فرائس متوفرة عند درجات الحرارة المتباينة. ولاحظوا أنّ أنواع الأسماك المختلفة تُبدي استجابات مختلفة. 

على سبيل المثال، أسماك المفلطح الأوروبي، اسمها العلمي (Platichthys flesus)، وجد العلماء أنها تميل إلى تناول فرائسها التي تلبي احتياجاتها من الطاقة. على النقيض من ذلك، وجدوا أسماك القد الأطلسي واسمها العلمي (Gadus morhua)، والتي كانت أكثر نشاطًا في البحث عن الطعام. 

حسنًا، حتى الآن، نلاحظ استجابة مختلفة للنوعين، لكن كان هناك شيء أثار اهتمام الباحثين في الأسماك التي أبدت استجابة مثل أسماك القد الأطلسي؛ إذ كان يبحث عن أي فرائس ويتغذى على أي نوع يقابله، حتى وإن لم يلبي لها احتياجاتها من الطاقة. وهذه الظاهرة يُطلق عليها «سلوك البحث عن الطعام المرن» (Flexible foraging behavior). لذلك، وجد الباحثون حالة من عدم التطابق بين متطلبات الأسماك للطاقة وكمية الطعام الفعلية التي تتناولها. ويتجلى ذلك في أنها قد تتضور جوعًا؛ لأنها لا تأكل ما يكفي لتلبية احتياجاتها من السعرات الحرارية التي تمدها بالطاقة. 

انقراض محتمل

يرى مؤلفو الدراسة أنه يمكن إدراج تلك الظاهرة في أسباب الانقراض المحتملة بين الأنواع في الظروف الأكثر دفئًا. والأدهى أنّ تلك الظاهرة تنتشر على الأنواع الأعلى في السلسلة الغذائية عن غيرها. ومع قلة قدرتها على تحصيل الطاقة اللازمة للبقاء على قيد الحياة، قد ينتهي بها الحال إلى الانقراض، ومع كل حالة انقراض، يحدث نوع من الخلل في النظام البيئي، ويتأثر التنوع البيولوجي سلبًا. 

يرى مؤلفو الدراسة أنّ انتشار تلك الظاهرة، له الكثير من الآثار السلبية؛ خاصة في ظل الحرارة المرتفعة، وقد يمنع الأسماك من استعادة أعدادها من جديد.