تقارير وتحليلات

نشر في : 29-04-2024

حدثت في : 2024-04-29 12:06:54

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

أثارت ظاهرة القارة القطبية الشمالية الدافئة حيرة العلماء إلى أن ظهرت مجموعة بحثية كشفت عن انخفاضها قريبًا.

يُشير الاحترار العالمي إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية، ونتيجة لذلك، يذوب الجليد عند القطبين. ويصبح القطب أكثر دفئًا، لكن كانت هناك ظاهرة غريبة، أثارت حيرة العلماء، وهي حدوث بعض الظواهر الجليدية بصورة غير واضحة في ظل الاحترار العالمي؛ مثل ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي، وفي نفس الوقت البرودة الشديدة في مناطق خطوط العرض الوسطى، فيما يُعرف بـ«ظاهرة القارة القطبية الشمالية الدافئة» (WACC). وظهرت دراسة تتوقع حدوث انخفاض في تلك الظاهرة بعد ثلاثينيات القرن الحالي، ونُشرت الدراسة في دورية «كلايمت آند أتموسفيريك ساينس» (npj climate and atmospheric science) في مارس/آذار 2024. 

تناقض واضح! 

كان شهر فبراير/شباط 2024، هو الأدفأ مقارنة بالسنوات الماضية، في نفس الوقت، شهدت بعض المناطق من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية انخفاضًا قياسيًا في درجات الحرارة، وفي بعض الأحيان، كانت تلك البرودة تهدد حياة البشر هناك. وقد حدث هذا التناقض بسبب ظاهرة القارة القطبية الشمالية الدفئة؛ فعندما كانت درجات الحرارة دافئة في القطب الشمالي، انخفض الجليد البحري في مناطق أخرى في خطوط العرض الوسطى. 

سد الفجوة

وبما أنّ ظاهرة الاحترار العالمي تتفاقم بمرور الوقت، لم يكن من الواضح أمام العلماء مستقبل ظاهرة القارة القطبية الشمالية الدافئة خلال العقود القادمة. الأمر الذي دفع مجموعة بحثية دولية للتحقق من تلك الظاهرة، وذلك عن طريق إجراء عملية محاكاة باستخدام مجموعة كبيرة من البيانات المناخية، للتوصل إلى نتائج لمسارات ظاهرة القارة القطبية الشمالية الدافئة على مدار فترات زمنية طويلة نسبيًا تمتد من عام 1920 حتى 2100 في شرق آسيا وأمريكا الشمالية. 

وخلص الباحثون إلى أنّ الظاهرة أثرت بصورة كبيرة على طبيعة المناخ الشتوي خلال هذه الفترة، ومن المتوقع أن تنخفض آثار ظاهرة القارة القطبية الشمالية الدافئة خلال ثلاثينيات القرن الحالي، وسيصبح الشتاء أكثر دفئًا وتقل نوبات البرودة تدريجيًا حتى تختفي مع نهاية القرن، لكن قد تظهر أحداثًا طقسية أكثر تطرفًا. 

إنّ العواقب التالية لمثل تلك الظواهر وخيمة في بعض الأوقات، لذلك يرى مؤلفو الدراسة أنّ هذه النتائج فرصة لصناع السياسات لاتخاذ الإجراءات المناسبة؛ لتجنب المشكلات المستقبلية؛ خاصة في المناطق المتأثرة تاريخيًا بظاهرة القارة القطبية الشمالية الدافئة.