تقارير وتحليلات

نشر في : 25-05-2024

حدثت في : 2024-05-25 14:16:32

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يُطلق قطاع لحوم الأبقار والألبان كميات هائلة من غاز الميثان؛ لذلك يبحث العلماء دومًا عن استراتيجيات فعّالة لخفض انبعاثاته.

تُطلق الأبقار نحو 105 مليار كيلو من غاز الميثان سنويًا في الغلاف الجوي، وهو غاز لديه تأثير حراري أقوى 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون. لذلك؛ فالميثان يتسبب في تفاقم ظاهرة الاختباس الحراري بقوة، كما أنّ انبعاثاته تُمثل ما يقرب من 30% في ظاهرة الاحتباس الحراري منذ عصور ما قبل الصناعة، وينتشر بسرعة كبيرة. ولأنّ الإنسان مُصنف على أنه كائن آكل للحيوانات والنباتات؛ فمن الصعب إقلاعه عن تناولها. 

والجدير بالذكر أنّ غاز الميثان توّلده الأبقار بصورة أساسية مع هضم الغذاء؛ إذ يحتوي جهازها الهضمي على ميكروبات موّلدة للميثان، وتُطلقه. لذلك، يبحث العلماء في طرائق متعددة لتقليل الانبعاثات الصادرة عن الأبقار والماشية؛ خاصة مع الزيادة المستمرة في تعداد سكان الأرض على مدار السنوات. 

وفي هذا الصدد، عملت مجموعة بحثية من أستراليا على تحليل منشورات أكاديمية منشورة؛ يبلغ عددها 27 منشورًا؛ للبحث عن حلول لخفض الانبعاثات من قطاعي الألبان ولحوم الأبقار، وتمكنوا من تحديد 47 استراتيجية يمكن من خلالها تحقيق تلك الأهداف. ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «كلايمت» (Climate) في أبريل/نيسان 2024. 

الأعلاف والتربية 

نذكر من ضمن تلك الاستراتيجيات بعضها، وهي: 

  • تحديد الأعلاف: اتضح أنّ الماشية التي تتغذى على العشب، تُنتج كمية أكبر من غاز الميثان بمقدار 22.5%، مقارنة بكمية الميثان التي تنتجها الأبقار التي تتغذى على الحبوب. 
  • مكملات للأعلاف: أثبتت الأبحاث أنّ إضافة بعض الأعشاب البحرية، من شأنه أن يقلل انبعاثات غاز الميثان المعوي، وقد ثَبُتَ أنّ الأعشاب البحرية الحمراء تساهم في خفض انبعاثات الميثان بنسبة تتراوح بين 1 إلى 4%. 
  • التربية الانتقائية: وذلك عبر اختيار الأنواع ذات الصفات الوراثية التي لا تُطلق كميات كبيرة من انبعاثات غاز الميثان. 
  • نضج أسرع: أشارت الدراسة إلى ضرورة البحث عن طرائق فعّالة لتسريع عملية نضج الأبقار، بحيث تصل إلى سن النضوج والإنتاجية بسرعة. 

أشار مؤلفو الدراسة إلى أنّ أفضل طريقة لخفض انبعاثات غاز الميثان، هي تحويل الأراضي الزراعية إلى أراض رطبة وغابات. لكن، لا بد من الاهتمام بخفض الانبعاثات من قطاعي الألبان ولحوم الأبقار أيضًا. وعلى الرغم من أنّ غاز الميثان لا يبقى في الغلاف الجوي إلا لفترة قصيرة، إلا أنّ تأثيره قوي جدًا. لذلك، من الضروري الاهتمام بخفض انبعاثاته. 

وذلك لتخفيف وطأة التغيرات المناخية، والالتزام بـ«التعهد العالمي بشأن الميثان»، والذي خرج في مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دوريته السادسة والعشرين في غلاسكو بالمملكة المتحدة، وقد تعهدت فيه البلدان المسؤولة عن 45% من انبعاثات الميثان العالمية باتخاذ الإجراءات اللازمة لخفض انبعاثاتها من الميثان بحلول 2030، بمقدار أقل بنسبة 30% عن مستويات عام 2020. 

ولأنّ قطاع الزراعة وتربية الماشية والأبقار من أبرز القطاعات المساهمة، يسعى العلماء دائمًا لخفض الانبعاثات عبرها، وتُعد الاستراتيجيات التي أشار إليها مؤلفو الدراسة هي الأبرز والأكثر فعّالية. ويمكن تضمينها في إجراءات تنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا.