قصص

نشر في : 20-05-2024

حدثت في : 2024-05-22 15:44:00

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تحقن الأنشطة البشرية غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لكن هناك أحداث أخرى قد تتسبب في إطلاق كميات كبيرة منه.

كشفت دراسة حديثة عن ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي اليوم بمعدل أسرع من الماضي، والجدير بالذكر أنّ غاز ثاني أكسيد الكربون، هو غاز دافئ، موجود في الغلاف الجوي بصورة طبيعية، لكن عندما تزداد نسبته، يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري ويرتفع متوسط حرارة الأرض. وذلك بحسب دراسة منشورة في دورية «بروسيدينجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز» (Proceedings of the National Academy of Sciences) في 13 مايو/أيار 2024. 

كيف؟ 

كانت هناك بعض الأسئلة المتروكة بدون إجابة واضحة، لعل أبرزها ما السبب وراء ارتفاع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال فترات زمنية معينة أعلى من المتوسط؟ فهذا السؤال وضع العلماء في حيرة بشأن طبيعة التغيرات السريعة في المناخ، والذي بدوره يحد من قدرتهم على فهم ما كان يحدث. الأمر الذي دفع مؤلفو الدراسة للعودة إلى تلك الفترات وإجراء قياسات أكثر تفصيلًا. 

لذلك، جمع الباحثون عينات من الجليد على عمق 3.2 كيلومتر من اللب الجليدي الذي يقسم الطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي، والتي يبلغ عمرها مئات الآلاف من السنين، تلك العينات الجليدية تضمنت فقاعات هواء من غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الجوية القديمة. بعد ذلك، حلل الباحثون البيانات بهدف بناء سجلات لطبيعة مناخ الأرض خلال العصور السابقة. 

وماذا وجدوا؟ 

خلص الباحثون إلى أنّ هذا الارتفاع المفاجئ في مستويات ثاني أكسيد الكربون كان يحدث بالتزامن مع فترات البرد في شمال المحيط الأطلسي، وكانت تلك الأحداث تُسمى بـ«أحداث هاينريش ستاديالس»، وهي ترتبط بالتحولات المناخية المفاجئة حول العالم. وتتسبب تلك الأحداث في إضافة كميات كبيرة من المياه العذبة إلى المحيط الأطلسي؛ فتتأثر الدورة الحرارية الملحية.

أما في حالة اليوم؛ فقد خلص مؤلفو الدراسة إلى أنّ أحداث هاينريش تلك ناتجة عن انهيار الغطاء الجليدي في أمريكا الشمالية، ما يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي تتسبب في تغييرات مرتبطة بالرياح الموسمية الاستوائية والرياح الغربية في نصف الكرة الجنوبي، وإطلاق كميات هائلة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. 

وتلعب الأنشطة البشرية دورًا محوريًا في التغيرات المناخية الحاصلة عبر إطلاق كميات هائلة من الغازات الدفيئة، المتسببة في رفع متوسط درجات الحرارة، وما يتبع ذلك من ظواهر مثل ذوبان الجليد وزيادة امتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يتسبب في رفع حرارة البيئات البحرية وكذلك درجة الحموضة، ما يعود بالسلب على الكائنات الحية.