تقارير وتحليلات

نشر في : 08-10-2024

حدثت في : 2024-10-08 14:44:13

بتوقيت ابوظبي

أحمد جمال أحمد

أول منصة بيانات عالمية موحدة لمواجهة الجفاف، ستمكّن من تحليل وتصور المؤشرات الاجتماعية والبيئية بسهولة، واتخاذ قرارات عملية.

في العقد الماضي، أنتج الخبراء ثروة من البيانات والمؤشرات والمقاييس حول الجفاف، لرصد تأثير التغير المناخي في مصادر المياه.

لكن اتساع وتعقيد هذه المعلومات وحقيقة أنها متناثرة، يعني أنه قد يكون من الصعب على صناع القرار استخدامها ومراجعتها وتطويعها في جهودهم، لبناء القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف على أرض الواقع.

وفي الوقت نفسه، هناك إلحاح متزايد لتحويل العلم والبيانات إلى سياسات والسياسات إلى أفعال، إذ من المتوقع أن يؤثر الجفاف في ثلاثة من كل أربعة أشخاص على مستوى العالم بحلول عام 2050 بسبب التأثيرات المشتركة لتغير المناخ وتدهور الأراضي.

*منصة هي الأولى من نوعها

وبحسب الموقع الرسمي لـ"اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر"، يعمل مرصد المرونة الدولية للجفاف (IDRO)، على إطلاق أول منصة بيانات عالمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لإدارة الجفاف بشكل استباقي، ضمن مبادرة من التحالف الدولي للمرونة في مواجهة الجفاف (IDRA).

سيوفر المرصد أول منصة بيانات عالمية موحدة لمواجهة الجفاف، يمكن من خلالها للمديرين تحليل وتصور مؤشرات المرونة الاجتماعية والبيئية الرئيسية للجفاف بسهولة، واستخدامها لاتخاذ قرارات عملية.

وفي مؤتمر مقاومة الجفاف +10، الذي عقد في جنيف من 30 سبتمبر/أيلول إلى 2 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت مبادرة IDRA والعديد من حلفائها أن العمل جارٍ لتطوير المرصد، الذي سيتم الكشف عن نموذجه الأولي في مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في الرياض بالمملكة العربية السعودية، في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الجاري.

وقد تم دعم هذا الحدث من قبل المملكة العربية السعودية وإسبانيا، وهي رئيسة مشاركة لـIDRA مع السنغال.

كما شارك في الحدث خبراء عالميون في مجال الجفاف، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، التي تستضيف أمانة IDRA، ومركز ييل للنظم الإيكولوجية، ومركز ييل للهندسة المعمارية (Yale CEA)، الذي يطور منصة المرصد الرقمية.

*جمع البيانات من أجل اتخاذ خطوة للأمام

وقالت آنا ديسون، المديرة المؤسسة لمركز ييل للبحوث البيئية: "تتوافر معلومات هائلة عن الجفاف والقدرة على التكيف مع الجفاف، ومن خلال المرصد، نريد الحصول على المعلومات الصحيحة، للأشخاص المناسبين، في الوقت المناسب، وتنقيح البيانات وربطها من المنصات الحالية مع سد الفجوات الحرجة في تقييم المخاطر والضعف".

وسوف يعتمد المرصد على مصادر مختلفة لجمع البيانات، منهم المستخدمون أنفسهم، الذين يمكنهم إدخال البيانات من بلدانهم عن حالات مواقع الجفاف.

ومجموعات البيانات العالمية مثل برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي، والمعروف باسم كوبرنيكوس، ومخرجات أدوات الاستشعار عن بعد، التي ستكون مفيدة بشكل خاص للأقاليم التي تفتقر إلى البيانات التي لا تزال بحاجة إلى اتخاذ قرارات تستند إلى العلم لبناء قدرتها على الصمود في مواجهة الجفاف.

وقال فادجي ماينا، الباحث العلمي المشارك في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا: "إن منطقة الساحل، حيث أتيت، تعاني من ندرة البيانات، لكن هذا لا يمكن أن يمنعنا من التفكير في كيفية تعزيز قدرتنا على الصمود في مواجهة الجفاف في مواجهة تغير المناخ، وستكون المعلومات التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية مفيدة بشكل خاص للمناطق مثل منطقتنا".

وسوف يتمكن صناع القرار على كافة المستويات من تنظيم لوحة معلومات IDRO الخاصة بهم وفقًا لاهتماماتهم واحتياجاتهم، وإجراء عمليات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي للعثور على البيانات والإجابات، واستكشاف تأثير المتغيرات المختلفة على المجتمعات والنظم البيئية.

كما ستسمح لهم التصورات التفاعلية الشاملة بتجربة ومقارنة السيناريوهات المختلفة على أرض الواقع.

وفي نهاية المطاف، سيسمح IDRO للمستخدمين بفهم مدى نجاحهم في إعداد مجتمعاتهم ونظمهم البيئية لمواجهة للجفاف في المستقبل، وما يمكنهم تحسينه وأفضل السبل لاستهداف استثماراتهم على المستوى الوطني ودون الوطني كجزء من نهج شامل للحكومة والمجتمع ككل.