قصص

نشر في : 15-10-2024

حدثت في : 2024-10-20 00:44:59

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يؤثر قطاع السياحة ويتأثر بالتغيرات المناخية؛ فكيف ذلك؟

لأول مرة، ينفرد مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته التاسعة والعشرين (COP29) بإدخال السياحة على أجندته، وخصص لها يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، فالسياحة مسؤولة عن نحو 8% من انبعاثات الكربون العالمية. ومن جانب آخر، فهي متأثرة بالتغيرات المناخية. لذلك تهتم رئاسة COP29 بإدخال السياحة على أجندة عملها، على أن ينطلق "إعلان COP29 بشأن العمل المعزز في مجال السياحة"؛ تعبيرًا عن أهمية الالتفات إلى هذا القطاع ودمجه في العمل المناخي. 

كيف يؤثر المناخ في قطاع السياحة؟ 

هناك العديد من الصور التي يؤثر بها المناخ في قطاع السياحة، نذكر منها: 

1- الحرارة المرتفعة

يرتفع متوسط درجات الحرارة العالمية عامًا بعد عام، ويقترب من هدف 1.5 درجة مئوية لاتفاق باريس. بالفعل سجل عام 2023 أعلى درجة حرارة، وشهد العديد من موجات الحرارة التي بدورها أثرت في قطاع السياحة بعدة أشكال، منها: اندلاع حرائق الغابات، وارتفاع مستويات الرطوبة، وارتفاع درجات الحرارة في المناطق السياحية التي يستهدفها السائحون، ما يُجبر السلطات على إجلاء تلك المناطق المعرضة لمخاطر الحرارة  المرتفعة. 

بالإضافة إلى تدمير بعض المناطق السياحية التي يقصدها السياح مثل الشعاب المرجانية المهددة بمخاطر الحرارة المرتفعة، وانهيار الموائل، ما يقلل من قيمة الطبيعة الحيوية لمناطق معينة، كما تتأثر المناطق الأثرية سلبًا، وقد يُصاب السائحون بمشكلات صحية نتيجة الحرارة المرتفعة أيضًا، وبالتالي تزداد الخسائر المادية في قطاع السياحة. 

2- العواصف والفيضانات 

تتسبّب التغيرات المناخية في إثارة الظواهر الطقسية المتطرفة، مثل العواصف والفيضانات، التي تتسبّب في تدمير المباني وتوقف الحركة في المدن المعرضة لها لأيام، وخسائر لا طائل لها، تحتاج إلى شهور لإصلاحها. بالتالي تقل حركة السياحة في تلك المناطق، بالإضافة إلى انهيار التراث الثقافي في مناطق عديدة. 

3- ارتفاع مستويات سطح البحر 

من ضمن المخاطر الكبيرة لظاهرة الاحتباس الحراري، هي ارتفاع مستويات سطح البحر؛ نتيجة ذوبان الجليد، الأمر الذي يهدد العديد من السواحل حول العالم بالتآكل. ومن المعلوم أنّ السياح يستهدفون المناطق الساحلية كثيرًا. والخطر لا يقتصر على تآكل السواحل، بل يهدد غرق جزر وبلدان بأكملها، وتصبح غير صالحة للسكن، فكيف يمكنها أن تكون مقاصد سياحية. 

كيف يؤثر قطاع السياحة في المناخ؟ 

وكما يؤثر المناخ في قطاع السياحة؛ يحدث العكس في عدة صور، منها: 

1- وسائل النقل 

عادةً تتطلب السياحة السفر والتنقل لمسافات بعيدة، ما يتسبب في إطلاق ما يقرب من 5% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية، ويُعد السفر الجوي هو الأكثر انبعاثًا لغازات الدفيئة، ومع زيادة أعداد السياح الذين يسافرون بشكل منتظم، تزداد الانبعاثات. 

2- استهلاك الطاقة 

تتطلب الخدمات التي يتم توفيرها للسياح استهلاك الكثير من الطاقة، على سبيل المثال، أنظمة التدفئة والتبريد والإضاءة والخدمات الأخرى في الفنادق، وتزداد الانبعاثات الناتجة عن استهلاك الطاقة خاصة خلال مواسم السياحة. 

3- تدمير الموائل 

تلعب الموائل الطبيعية دورًا حيويًا في حفظ توازن النظام البيئي، لكن في كثير من الأحيان، يتم تدميرها من أجل الأبنية التي تخدم قطاع السياحة، مثل الفنادق والمطارات والمرافق الترفيهية، ما يتسبب في تدهور النظم البيئية. 

4- نفايات 

تتسبّب السياحة في زيادة كمية النفايات التي تُطلق غازات دفيئة، بل وقد تؤدي إلى التلوث، عندما يهمل السائحون ويلقون النفايات البلاستيكية في المياه عند المناطق الساحلية، ما يؤذي الكائنات البحرية. 

من ذلك تتضح ضرورة دمج قطاع السياحة في العمل المناخي، فكل منهما يؤثر ويتأثر بالآخر، ما شجع رئاسة COP29 على إضافة يوم خاص بها على أجندتها؛ لتسليط الضوء على وضع السياحة في العمل المناخي.