قصص

نشر في : 21-10-2024

حدثت في : 2024-10-21 23:43:23

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

ينطلق اليوم مؤتمر الأطراف للتنوع البيولوجي.. فما أهم النقاط التي من المنتظر مناقشتها؟

ينطلق مؤتمر الأطراف للتنوع البيولوجي في دورته السادسة عشر (COP16) في مدينة كالي بدولة كولومبيا بين يومي 21 أكتوبر/تشرين الأول حتى 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، برئاسة سوزانا محمد، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في كولومبيا. وقد انطلق لأول مرة في جزر البهاما عام 1994، وتستمر دوراته بانتظام مرة كل عامين. يأتي COP16 للتنوع البيولوجي هذه المرة في ظل ضغوطات عالمية على النظم البيئية، خاصة مع تفاقم الاحترار العالمي، وارتفاع متوسط درجات الحرارة خلال العامين الماضيين بوتيرة أسرع من قبل، ما يعود سلبًا على النظم البيئية بما فيها من تنوع بيولوجي. 

في COP16 

عام 1992، وقعت 150 دولة على اتفاقية التنوع البيولوجي؛ لحماية شبكة الحياة على سطح الأرض، من أجل دعم التنمية المستدامة. واليوم تضم الاتفاقية 196 دولة، تجتمع كل عامين في مؤتمر للأطراف الموقعة على الاتفاقية، وهذه المرة في كولومبيا؛ حيث COP16، ويتكون برنامج المؤتمر من 12 يومًا، والهدف منه هذا العام، دعم البشر لتحقيق السلام مع الطبيعة، ما يعزز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. 

ويحضر المؤتمر هذا العام مزيج من العلماء وزعماء العالم والمهنيون والشباب؛ لذلك يُطلق عليه "مؤتمر الأطراف للشعب". كما يحمل المؤتمر رسالة مهمة مفادها بأنّ البشرية في حاجة إلى إنقاذ العالم الطبيعي بأقصى سرعة؛ خاصة أنّ الزمن يتحرك، ويزداد الخطر على الكائنات المهددة بالانقراض. وهناك العديد من القضايا على طاولة المفاوضات، لعل أبرزها: 

1- إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي

وهو اتفاق تاريخي، يضم نحو 23 هدفًا من أجل وقف فقدان الطبيعة بحلول عام 2030، ومعالجة محركات أزمات الطبيعة، وسد فجوة التمويل للطبيعة. وقد تم اعتماده في ديسمبر/كانون الأول 2022، خلال COP15 في مونتريال بكندا. ويُعد COP16 هو أول مؤتمر أطراف بعد اعتماد إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي. لذلك، من المنتظر أن تناقش الأطراف آخر التطورات والتحديثات في العمل الخاص بذلك الإطار والتقدم المحرز وكيفية تطويره. 

2- التمويل 

من أبرز الموضوعات التي من المقرر أن يناقشها COP16، هي قضية التمويل؛ إذ يدعو إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، إلى خفض الإعانات الضارة بالبيئة بمقدار 500 مليار دولار، ثم إنفاق نحو 200 مليار دولار أمريكي سنويًا على مشروعات تنفيذ خطط التنوع البيولوجي الوطنية. وقد التزمت الدول المتقدمة بدعم الدول النامية بنحو 25 مليار دولار أمريكي سنويًا لدعم الأعمال المتعلقة بحفظ التنوع البيولوجي بحلول 2025، ويُمثل COP16 فرصة رائعة لمراجعة ومناقشة الترتيبات اللازمة لآليات التمويل. 

3- العلم والجينات 

الجينات، مفتاح صندوق أسرار الحياة، والتي من خلالها يتمكن العلماء من فهم طبيعة النباتات والحيوانات والكائنات الحية الأخرى، ما يُساعدهم بعد ذلك في تقديم مقترحات لأفضل الطرق اللازمة للحفاظ على التنوع البيولوجي، كذلك للحصول على منتجات فعالة لخدمة الإنسان مثل الأدوية والمواد الغذائية ومستحضرات التجميل. 

وتبرز المعلومات الجينية في COP16 أيضًا؛ فقد تعهدت الدول على تقاسم الأرباح التي تأتي من التطورات القائمة على المعلومات الجينية للنباتات والحيوانات والكائنات الحية بصفة عامة، وعادةً تستفيد شركات الأدوية والأغذية ومستحضرات التجميل من تلك المعلومات. 

وقد وافقت الحكومات على إنشاء آليات للتمويل؛ لتوجيه بعض الأرباح من استخدام ما يسمى معلومات التسلسل الرقمي إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي وكذلك للمجتمعات التي تحمي الطبيعة. ومن المنتظر أن تناقش الأطراف خلال COP16 الشركات المستفيدة من التقدم المحرز والقائمة على التسلسل الرقمي والمعلومات الجينية التي ستسهم في التمويل. وهناك مقترح بأن تسهم تلك الشركات بنحو 1% من أرباحها، وهي نسبة -رغم أنها تبدو ضئيلة- يصل مقدارها إلى عشرات المليارات من الدولارات. 

4- الشعوب الأصلية 

تُدير الشعوب الأصلية ما يُقدر بنحو ربع مساحة الأرض، وهم الأكثر اتصالًا بالطبيعة، لكن في كثير من الأحيان، لا يكون لديهم مقعد في طاولة المفاوضات لاتخاذ القرارات. لذلك في COP16، من المنتظر أن يتم إنشاء برنامج عمل من شأنه تعزيز مشاركة الشعوب الأصلية في اتفاقية التنوع البيولوجي. 

ترتبط الطبيعة بالإنسان، لذلك من الضروري الحفاظ عليها وحمايتها، وإلا قد يهلك الإنسان. وتُعد اتفاقية التنوع البيولوجي خطوة جيدة لجمع قادة العالم على طاولة واحدة وتذكيرهم بأهمية الحفاظ على الطبيعة، ودفع عجلة العمل على تدعيم التنوع البيولوجي على سطح الأرض؛ خاصة أنّ نظامها البيئي ثري جدًا بالكائنات الحية.