تقارير وتحليلات

نشر في : 09-10-2024

حدثت في : 2024-10-09 23:16:47

بتوقيت ابوظبي

أحمد جمال أحمد

في تحول مذهل، تشهد القارة القطبية الجنوبية، المعروفة ببياض جليدها الدائم، انتشارًا سريعًا للنباتات في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ على مدى العقود الأربعة الماضية.

ويوضح هذا التحول الأخضر، الذي تم شرحه في دراسة نُشرت في مجلة Nature Geoscience من قبل باحثين من جامعات إكستر وهيرتفوردشاير وهيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، تأثير تغير المناخ على واحدة من أكثر البيئات تطرفاً على وجه الأرض.

الغطاء النباتي ينتشر في جميع أنحاء شبه الجزيرة القطبية الجنوبية

وكشفت بيانات الأقمار الاصطناعية في الفترة بين عامي 1986 و2021 عن زيادة في الغطاء النباتي عبر شبه الجزيرة، من أقل من كيلومتر مربع واحد إلى ما يقرب من 12 كيلومترًا مربعًا.

ووفق ما ذكر موقع "أوبن أكسس جوفرنمنت"، فقد تسارع معدل ظهور المساحات الخضراء بأكثر من 30% في السنوات الأخيرة، وتوسع بأكثر من 400 ألف متر مربع سنويًا من عام 2016 إلى عام 2021.

وأكد الدكتور توماس رولاند من جامعة إكستر، مرونة الحياة النباتية في المنطقة القطبية الجنوبية، خاصة الطحالب، في التكيف مع الظروف القاسية.

 

وأشار إلى أن "النباتات التي نجدها في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية -ومعظمها طحالب- تنمو في أقسى الظروف على وجه الأرض".

وتؤكد نتائج الدراسة نمو ما وصفته بالتشجير في هذه المنطقة، كما تثير مخاوف بشأن تداعياته البيئية.

وأشار الدكتور أولي بارتليت من جامعة هيرتفورد شاير إلى أنه "مع تزايد استقرار هذه الأنظمة البيئية -واستمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ- فمن المرجح أن يزداد معدل الرقعة الخضراء".

مستقبل القارة القطبية الجنوبية

هذا البحث يظهر أيضا مدى الحاجة الملحة إلى مزيد من التحقيق في العوامل المناخية وراء هذا التحول، وأوضح الدكتور رولاند: "من أجل حماية القارة القطبية الجنوبية في المستقبل، يجب أن نفهم هذه التغييرات ونحدد بدقة ما الذي يسببها".

وتسلط الدراسة الضوء أيضًا على ضعف شبه الجزيرة القطبية الجنوبية في مواجهة تغير المناخ المستمر، مع استمرار الاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية.

وتتنبّأ الدراسة بأننا سنرى تحولات إضافية في الأحياء والمناظر الطبيعية لمنطقة شبه الجزيرة القطبية الجنوبية.

وينقب الباحثون الآن عن كيفية استعمار النباتات للمناظر الطبيعية الخالية من الجليد حديثًا، وهي العملية التي يمكن أن تعيد تشكيل المستقبل البيئي للقارة القطبية الجنوبية.

وتبقى ظاهرة التخضير المتسارع دليلا على عواقب تغير المناخ، حتى في أكثر زوايا الكوكب بعدًا وبرودة.

مع استجابة النظم البيئية في القارة القطبية الجنوبية لدرجات الحرارة المرتفعة، والآن يواجه المجتمع العالمي تحديًا حاسمًا، هو فهم وحماية والحفاظ على هذه المنطقة البرية الفريدة للأجيال القادمة.