لحسن الحظ، هناك طرق أخلاقية للاستمتاع بحلويات الشوكولاتة المفضلة لديك دون الإضرار بالبيئة وتحسين سبل عيش المزارعين.
وهناك حقائق حول إنتاج المادة الأساسية لصناعة الشكولاتة وهي الكاكاو بمعرفتها قد تغير وجهة نظرك كليا عن الشيكولاتة التي تتناولها.
حسب خبراء المناخ وعلماء الغذاء فإن الشوكولاتة الداكنة صاحبة ثاني أكبر بصمة كربونية ضمن الصناعات الغذائية، ومعظم انبعاثات الشوكولاتة تأتي من التغييرات التي تحدثها عملية إزالة الغابات، لصالح هذا المنتج.
وتقتصر مزارع الكاكاو على شريط جغرافي ضيق عبر خط الاستواء، ويتم إنتاج 70% من الشوكولاتة في العالم في غرب أفريقيا، ويزرع معظمها في مزارع عائلية صغيرة.
ولأن الشوكولاتة تنتج من الكاكاو، في ظل تزايد الطلب العالمي على الشوكولاتة، لجأ العديد من الشركات، إلى إزالة الغابات المطيرة التي تمتص الكربون من الجو بكميات كبيرة جداً، لاستبدالها بأشجار الكاكاو.
أفقد هذا النشاط البشري الضار بعض دول العالم غطائها الحرجي، وقلل من قدرة الأرض على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، لافتة إلى أن منتجي الشوكولاتة لا يترددون غالباً من تطهير مناطق من الغابات المطيرة ما يغير في التوازن البيئي.
وتحقق الشركات الكبرى أرباحاً ضخمة من صناعة الشوكولاتة التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار، في حين تشير التقديرات إلى أن مزارعي الكاكاو يكسبون 6% فقط من القيمة النهائية لقطعة الشوكولاتة.
ونتيجة لذلك، يقدر أن أكثر من ثلثي المزارعين وأسرهم يعيشون تحت خط الفقر، وهذا مهم لأن فقر المزارعين هو المحرك الرئيسي لإزالة الغابات المرتبطة بإنتاج الشوكولاتة.
إن إزالة الغابات أمر سيء بالنسبة للحياة البرية وكذلك تغير المناخ حيث يتم إطلاق الكربون المحتجز في الأشجار مرة أخرى إلى الغلاف الجوي.
في سعيهم اليائس لتعزيز إنتاجهم، يختار المزارعون زراعة محاصيل كاكاو إضافية في أراضي الغابات بدلاً من استبدال أشجار الكاكاو القديمة والمحتضرة.
ويتفاقم فقدان الدخل بسبب تدهور التربة بسبب الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجية الكاكاو.
وتؤدي أساليب الزراعة التي عفا عليها الزمن حتماً إلى تفاقم إزالة الغابات، وتغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي.
لقد فقدت أكثر من نصف المناطق المحمية التي تم بحثها في ساحل العاج جميع سكانها الرئيسيين بسبب زراعة الكاكاو غير القانونية.
وإذا كان من غير اللائق الطلب من المستهلكين إزالة عناصر غذائية من نظامهم الغذائي، قإن الحل الأمثل يبدو في تخفيض مستوى اثبعاثات الكربون الصادرة عن الأطعمة، بتقليل اعتمادنا على الأطعمة مرتفعة الانبعاثات الكربونية، والبحث عن المنتجات التي تحترم مفهوم الاستدامة.
ومع الاعتدال في عاداتنا الغذائية، يمكننا الاعتماد بشكل أكبر على الأطعمة ذات أصل نباتي أكثر، واختيار الأطعمة الموسمية التي تحترم الدورة البيئية، ومن هنا يأتي الحديث عن الشكولاتة الخضراء.
فمثلاً بدأ الكثير من مصنعي الشوكولاتة في العالم، برفض شراء حبوب الكاكاو من مزارعين، قاموا بقطع أشجار الغابات لزراعة أشجار الكاكاو، في خطوة يسعى من خلالها المصنعون إلى إرضاء المستهلكين الذين يبحثون عن منتجات غذائية، تعتمد على مصادر مستدامة.
تصنع الشوكولاتة الخضراء من المكسرات أو الفواكه المجففة، وتحتوي على نسبة عالية من الألياف والفيتامينات والمعادن المفيدة، كما أنها وجبة خفيفة مُشبعة أكثر مقارنةً بالشوكولاتة الداكنة بمفردها.
وتكتسب هذه الشوكولاتة غالبا لونها الأخضر من الإضافات النباتية غير الضارة والصديقة للبيئة.
ومن أشهر هذا النوع من الشوكولاتة عالميا "الشوكولاتة الإلهية" (Divine chocolates) والتي تصنع باستخدام مكونات التجارة العادلة بنسبة 100%، ويقع مقر الشركة المنتجة في لندن وهي مملوكة لمزارعي الكاكاو الغانيين، وهدف العلامة التجارية هو ضمان حصول منتجي الكاكاو على حصة عادلة من الأرباح.
لا تستخدم شركة Divine المكونات المرتبطة بإزالة الغابات على نطاق واسع، مثل زيت الصويا أو زيت النخيل، في أي من الشوكولاتة التي تنتجها.
