تقارير وتحليلات

نشر في : 07-10-2024

حدثت في : 2024-10-07 20:58:41

بتوقيت ابوظبي

حسام عيد

كشف تقرير أممي جديد أن عام 2023 كان الأكثر جفافاً بالنسبة إلى الأنهار العالمية منذ أكثر من 3 عقود؛ مما يشير إلى تغيرات حرجة في توافر المياه في عصر يتزايد فيه الطلب.

وذكر تقرير حالة موارد المياه العالمية الذي نسقته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن السنوات الخمس الماضية شهدت ظروفاً واسعة النطاق لتدفقات أقل من المعتاد بالنسبة للأنهار، مع نمط مماثل لتدفق خزانات المياه، الأمر الذي قد يقلل من كمية المياه المُتاحة للمجتمعات والزراعة والنظم البيئية، مما يزيد من الضغط على إمدادات المياه العالمية.

وأوضح التقرير أن الأنهار الجليدية عانت من أكبر خسارة في الكتلة الجليدية على الإطلاق تم تسجيلها خلال العقود الخمسة الماضية. ويُعد عام 2023 هو العام الثاني على التوالي الذي تُسجل فيه جميع مناطق العالم التي بها أنهار جليدية فقدانا للجليد.

ونسبة إلى أن عام 2023 كان الأكثر سخونة على الإطلاق، فقد أسهمت درجات الحرارة المرتفعة وظروف الجفاف واسعة النطاق، في فترات جفاف طويلة. لكن كان هناك أيضا عدد كبير من الفيضانات حول العالم. تأثرت الظواهر الجوية المائية الحادة بالظروف المناخية التي تحدث بشكل طبيعي -الانتقال من ظاهرة النينيا إلى ظاهرة النينيو في منتصف عام 2023- بالإضافة إلى تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.

وقالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليست ساولو: "المياه هي بمثابة إنذار مبكر لتغير المناخ. نتلقى إشارات استغاثة في شكل هطول أمطار غزيرة وفيضانات وجفاف بشكل متزايد؛ مما يُلحق خسائر فادحة بالأرواح والنظم البيئية والاقتصادات. يُهدد ذوبان الجليد والأنهار الجليدية، الأمن المائي طويل الأجل لملايين الأشخاص. ومع ذلك، فإننا لا نتخذ الإجراءات العاجلة اللازمة".

وأوضحت أن "الدورة المائية تسارعت نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، كما أصبحت أكثر تقلبا ولا يمكن التنبؤ بها، ونحن نواجه مشكلات متزايدة تتعلق إما بكثرة المياه وإما بنقصها. يحتفظ الغلاف الجوي الأكثر دفئا بمزيد من الرطوبة؛ مما يُساعد على هطول أمطار غزيرة. يؤدي التبخر الأكثر سرعة وجفاف التربة إلى تفاقم ظروف الجفاف".

وقالت سيليست ساولو إنه لا يُعرف سوى القليل عن الحالة الحقيقية لموارد المياه العذبة في العالم.

وتابعت قائلة: "لا يُمكننا إدارة ما لا نستطيع قياسه. يسعى هذا التقرير إلى المساهمة في تحسين الرصد وتبادل البيانات والتعاون عبر الحدود والتقييمات. هناك حاجة ماسة إلى هذا".

ولا يتمتع نحو 3.6 مليار شخص حاليا بوصول كافٍ إلى المياه لمدة شهر واحد على الأقل سنويا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 5 مليارات بحلول عام 2050، وفقا للجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية، والعالم بعيد عن مسار الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.