قصص

نشر في : 16-10-2024

حدثت في : 2024-10-16 13:41:47

بتوقيت ابوظبي

أحمد جمال أحمد

في الوقت الذي تتجه فيه كل الأنظار إلى قضايا دولية لا تتعلق بالمناخ، سواء كانت حرب أوكرانيا، أو الحرب على غزة،

أو التوترات التجارية، أو الصراعات الأمنية، وما إلى ذلك، فإن الاهتمام بالمناخ يتلاشى، ما يؤثر بشكل متزايد على تحقيق النتائج، رغم اقتراب مؤتمر الأطراف للمناخ كوب 29.

وذلك بحسب ما ذكر موقع "منتدى الاقتصاد العالمي" في تقرير جديد، نقل فيه تصريحات لعدد من الخبراء تكشف عن العوامل العالمية التي تؤثر في استجابتنا لتغير المناخ حتى الآن.

ويوضح فارون سيفارام، من مجلس العلاقات الخارجية بالمنتدى، أن أزمات مثل الحروب والخلافات التجارية تجعل من الصعب معالجة أزمة المناخ، ولكن ليس مستحيلا.

في حديثهما في بودكاست المنتدى الاقتصادي العالمي على راديو دافوس، قال سيفارام ومعه أرون شارما، من مجموعة أداني الهندية، إن حماسة الدول والمؤسسات نحو إزالة الكربون تعرضت لخفوت كبير مؤخرا بفعل هذه الأزمات.

وقال شارما لراديو دافوس: "تميل قوانين الاقتصاد إلى الفوز في النهاية، لهذا السبب أعتقد أن هناك الكثير من الأشياء الأكثر تفاؤلاً التي يمكننا التفكير فيها أكثر من السلبية التي تشير إليها المنافسة الجيوسياسية".

وكلا الخبيرين يعد عضوا في مجلس المستقبل العالمي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي (GFC) حول مستقبل الجغرافيا السياسية.

وتصريحاتهما جاءت خلال استضافتهما في البودكاست قبل الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية في دبي، حيث يناقش خبراء من جميع أنحاء العالم حلولاً لبعض أكثر المشكلات الشائكة.

المنافسة على تكنولوجيا المناخ

ومع تصويت نصف العالم في الانتخابات هذا العام في عدد مختلف من الدول، فإن الضرورات السياسية المحلية تتخذ أولوية في الأجندة السياسية من التعاون العالمي بشأن تغير المناخ، كما يقول الخبراء.

لكن هذا لم يوقف التحولات الاقتصادية الإيجابية في مواجهة تغير المناخ، مثل الارتفاع الهائل للطاقة الشمسية، مدفوعًا في المقام الأول بالسعر.

هذا الازدهار في اقتصاد الطاقة الشمسية، ساهم من جانب آخر كصراع اقتصادي، في احتدام منافسة دولية للسيطرة على سوق الطاقة الشمسية، ونشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين.

في حين جاءت هذه المنافسة لصالح المناخ والدول الأخرى، بدلاً من الوقوع في فخ المنافسة، وفقًا لشارما.

وبحسب تصريحات الخبراء، فإن ما فعلته الصين هو أنها استثمرت 160 مليار دولار للتقدم في هذا المجال.

وتحاول الهند الآن بناء الألواح الشمسية، مع الاستفادة من تقدم الصين بها، والتكنولوجيا التي طورتها، والتي أخذتها من الغرب.

لكن الصين أتقنت التكنولوجيا، وخفّضت التكلفة، لذا فإن حجة الجغرافيا السياسية التي تتبعها عدد من الشركات والدول في عجزها عن خفض الكربون لم تعد مجدية.

ويرى الخبير الهندي أن الاتجاه نفسه بدأ يظهر مع الهيدروجين الأخضر، وقال "في الوقت الحالي، نحن ننظر إلى عالمين مختلفين، هناك اقتصادات أجهزة التحليل الكهربائي الصينية ثم هناك اقتصادات أجهزة التحليل الكهربائي الغربية، والتي تكلف أكثر بمرتين أو ثلاث مرات، ويمكن لهذه التكنولوجيا الصينية تسريع تبني الهيدروجين الأخضر".

تعزيز إزالة الكربون

وتوفر المركبات الكهربائية مثالاً آخر على المنافسة التجارية التي قد تحول دون الاستجابة للتغير المناخي وتعطل الخطوات الإيجابية.

وبالنسبة لفارون سيفارام، توفر التعريفات الجمركية الغربية على المركبات الكهربائية الصينية دفع الطاقة الفائضة إلى الاقتصادات الناشئة.

ويقول، "هذا يمكن أن يكون مفيدًا للاقتصادات الناشئة من حيث حصولها على سلع رخيصة"، مشيرًا إلى أن هذا يساعد في تعزيز إزالة الكربون.

ومع ذلك، يشير إلى أنه مع انخفاض الأسعار، يمكن أن يجعل من المستحيل على الاقتصادات الناشئة بناء صناعاتها المحلية الخاصة بالتقنيات الخضراء، إذ ليست لديها وسيلة للتنافس على التكلفة".

ولكن إذا كان الهدف النهائي للعالم هو إزالة الكربون، ألا ينبغي أن تتغلب الحاجة إلى التكنولوجيا الرخيصة على الرغبة في تجنب هيمنة دولة واحدة على السوق؟

ويقول سيفارام في هذا الشأن، "قد لا يهم الأمر بالنسبة للألواح الشمسية، لأنها لا تشكل خطراً أمنياً أو اقتصاديا، ولكن الأمر يهم إذا كنت أعتمد على الصين في شيء يشكل سلعة مهمة للأمن القومي".

وقدم كمثال على ذلك، "البطاريات هي واحدة من تلك الأشياء، لذلك ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات لحماية اقتصادها المحلي، بما يشمل الأجهزة العسكرية التي تعتمد على البطاريات أو الإلكترونيات الاستهلاكية التي تعتمد على البطاريات، وتريد تنويع سلسلة التوريد الخاصة بها".

"الحرب التجارية"

كانت هذه المخاوف جزءًا من السبب وراء فرض الولايات المتحدة قيودًا على صادرات أشباه الموصلات إلى الصين، ولكن بالنسبة لشارما، فإن هذا لا يكون فعالًا إلا في الأمد القريب.

ويرى الخبير الهندي أنه على الأمد البعيد، تجبر الدول على تطوير تقنياتها الخاصة، ومن خلال القيام بذلك، ستجد أمريكا نفسها مثل من أطلق النار على قدمه، حيث يمكن للغرب أن يوقف الوصول إلى التكنولوجيا، التي لن تكون دول مثل الصين في حاجة لها بعد الآن.

الأمر لا يختلف بالنسبة إلى دول أخرى مع الصين، التي قد تفاجأ أيضا أن الهند على سبيل المثال، أصبحت منافسًا في مجال تصنيع الطاقة المتجددة.

وفي حين قد يكون هذا جيدا للدول المنتجة للموارد، فمن منظور المناخ البحت فإن الإجابة واضحة، السياسات التي ترفع تكاليف السلع الواردة مثل مكونات سلاسل التوريد تعوق القدرة على نشر الطاقة النظيفة.