قصص

نشر في : 23-05-2024

حدثت في : 2024-05-25 14:11:40

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تسبب التغير المناخي في دفع الغزالان ذات الذيل الأبيض نحو الشمال، ما هدد بقاء وعل الغابات؛ فما القصة؟

يدفع التغير المناخ بعض الأنواع لتغيير سلوكها من أجل التكيّف والتعايش مع الظروف الطارئة على النظام البيئي. وهذا من ضمن تأثيرات التغيرات المناخية على النظام البيئي بما يأويه من تنوع بيولوجي. وفي السنوات الماضية، لُوحظ أنّ الغزلان ذات الذيل الأبيض تتحرك -بسرعة ملحوظة- نحو الغابة الشمالية في غرب كندا، ما دفع مجموعة بحثية في كندا؛ لتقييم أسباب تلك الظاهرة. 

ووجدوا أنّ هذا السلوك نابع من محاولة الغزلان للتكيف مع التغيرات المناخية، وكنتيجة للتغيرات الطارئة على موائلها. ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «جلوبال تشانج بيولوجي» (Global Change Biology) في 25 أبريل/نيسان 2024. 

مراقبة

راقب الباحثون المنطقة محل الدراسة عند الحدود الشمالية بين ألبرتا وساسكاتشوان بين عامي 2017 - 2021؛ أي لمدة 5 سنوات، خلال تلك الفترة، قام الفريق البحثي بصيانة نحو 300 كاميرا، تصور الحياة البرية، وجمعوا صورًا للثدييات الكبيرة، استخدموها فيما بعد لتقدير أعداد الغزلان ذات الذيل الأبيض في المنطقة.

توّسع 

لاحظ الباحثون أنه مع ارتفاع درجات الحرارة؛ نتيجة التغيرات المناخية، وما تبعه من تغيرات في الموائل، توّسعت الغزلان ذات الذيل الأبيض في حركتها شمالًا؛ خاصة وأنّ فصول الشتاء صارت أكثر اعتدالًا، ما يُتيح لها المزيد من المصادر الغذائية. 

الوعل في مأزق! 

حسنًا، وجدت الغزلان ذات الذيل الأبيض مفرًا من التغيرات المناخية وتبعاتها، وحددت طريقها للتكيف مع تلك التغيرات، ما يحفظها من الانقراض. لكن، يبدو أنّ الغزلان تحركت شمالًا حاملة معها سلاح موت وعل الغابات؛ فالمناطق التي تكثر فيها الغزلان، تزداد فيها أعداد الذئاب، تستطيع الغزلان الفرار منها، لكن الوعل لا يمتلك قدرات تلك الغزلان في المناورة. 

وما يزيد الأمر سوءًا هو أنّ الوعل حيوان مهدد بالانقراض؛ ومع تزايد أعداد الذئاب وتوّسع الغزلان، يصبح في مأزق؛ خاصة وأنه من المتوقع أن تقل قسوة الشتاء في الشمال، ما يجعل البيئة مثالية تمامًا لزيادة توّسع الغزلان التي تصبو للتكيف مع التغيرات البيئية والمناخية من أجل البقاء. لذلك، يرى مؤلفو الدراسة أنه من الضروري العمل على استعادة الوعل وأخذ توسعات الغزلان في الاعتبار عند التخطيط لذلك.