قصص

نشر في : 27-06-2024

حدثت في : 2024-07-01 09:54:36

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تستطيع النباتات الكبيرة التطور بشكل كبير، ما يساعدها على البقاء في ظل التغيرات البيئية الحاصلة حولها.

النباتات كائنات حية ثابتة في موضعها، تتغذى من ضوء الشمس والمياه حولها، وتبعث الحياة على الأرض عبر إنتاجها للغذاء والأكسجين. مع ذلك يرى علماء النباتات دائمًا أنها من أكثر الأنواع الحية المعرضة للتغيرات المناخية؛ فهي لا تستطيع الهروب إلى مخابئها هروبًا من الظروف الطقسية المتطرفة، ولا يمكنها الوصول إلى المياه إذا جفت الأرض حولها. مع ذلك، يلاحظ العلماء وجود بعض النباتات القادرة على التكيف والنجاح في مواجهة التغيرات المناخية. 

وفي هذا الصدد، اجتمعت مجموعة من العلماء؛ بحثًا عن الأسباب التي تجعل بعض النباتات قادرة على مواجهة التغيرات المناخية، بينما هناك مجموعات أخرى لا يمكنها مواجهة تلك الضغوطات؛ فهذا يساهم بصورة كبيرة في تعزيز الجهود الرامية إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي على سطح الأرض، وتعزيز قدرة النباتات على مواجهة التغيرات المناخية. كل هذا يأتي من الفهم السليم للأسباب الكامنة وراء الاستجابة المختلفة للنباتات وطرائق تطورها لمواجهة الظروف المختلفة. 

لذلك، عمل الباحثون على تقديم رؤية لمدى تطور النباتات الكبيرة، وزيادة أعداد أجناسها والذي يُعد مؤشرًا على التطور والقدرة على التحمل ومواجهة التغيرات الطارئة في البيئة من حولهم. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "بروسيدنجز أوف ذا رويال سوسايتي بي: بيولوجيكال ساينسز" (Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences) في 29 مايو/أيار 2024. 

داخل عالم النباتات 

عند التعمق قليلًا في تصنيفات النباتات، نجد أنّ لدينا على سطح الأرض نحو 350 ألف نوع من النباتات المعروفة، ويصنفها العلماء في مجموعات تُسمى بالجنس بحسب عدة عوامل تتعلق بالتشابه فيما بينها. هناك بعض الأجناس لديها نوع واحد، بينما أجناس أخرى تضم آلاف الأنواع. 

في عام 2004، نشر عالم النباتات الأمريكي الشهير مراجعة، وصفها علماء النباتات على أنها تاريخية، وهي تضم تاريخ أجناس النباتات المزدهرة الكبيرة، والتي تُعد النقطة المرجعية التي استخدمها مؤلفو الدراسة لمقارنة كيفية تطور أجناس النباتات على مدار 20 عامًا؛ خاصة مع تطور علم الوراثة والمعلوماتية الحيوية التصنيفية. 

في زيادة مستمرة

ووجدوا أنّ أعداد الأجناس الكبيرة قد زاد من 57 إلى 86، ويُصنف 1 من ضمن 4 أنواع نباتية على أنه ينتمي إلى جنس كبير. ويذكر مؤلفو الدراسة أنّ الأجناس الكبيرة تُشكل نسبة كبيرة من التنوع النباتي العالمي، وأنها أجناس نباتية ناجحة، ويجب الاهتمام بدراستها ومتابعتها جيدًا؛ لفهم أنماط التنوع النباتي العالمي وكذلك لفهم تطور النبات. هذا التطور الذي يساعدنا في معرفة كيفية مواجهتها للظواهر والظروف المختلفة، مثل التغيرات المناخية والظروف البيئية المختلفة. 

يمكن لدراسة مثل هذه الأنواع أن يساهم في فهم آليات النباتات المختلفة واستجابتها للتغيرات المناخية، وتطورها المستمر.