قصص

نشر في : 17-10-2024

حدثت في : 2024-10-17 21:17:50

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

إدراكًا للدور المحوري للأديان في العمل المناخي، تنطلق النسخة الثانية من جناح الأديان في COP29.

في يوم 3 ديسمبر/كانون الأول عام 2023، بعد انطلاق مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) في إكسبو دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، انطلق جناح الأديان لأول مرة. يأتي هذا الجناح لإبراز أهمية أدوار المجتمعات الدينية في مكافحة أزمة التغيرات المناخية. وهو يُعد الجناح الأول من نوعه، وخُصص لاستضافة حلقات نقاش مع علماء الدين والقادة السياسيين، كذلك تشجيع الشباب وممثلي السكان الأصليين. بذلك كان جناح الأديان فرصة رائعة لسماع أصوات علماء الدين في أزمة التغيرات المناخية، وتعزيز العمل المناخي القائم على الإيمان. 

في COP29 

تستضيف رئاسة COP29 النسخة الثانية من جناح الأديان في باكو بأذربيجان في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. ومن المقرر أن يناقش عددًا من الموضوعات التي تربط بين الاستدامة والتعاليم الدينية، ما يعزز الحوار بين الأجيال المختلفة. إضافة إلى التعمق في بعض آثار التغيرات المناخية من وجهات نظر روحانية. أيضًا سيضم الجناح تحالفًا عالميًا مكونًا من نحو 97 منظمة لـ11 ديانة وطائفة. 

لماذا يجب دمج الإيمان في العمل المناخي؟ 

هناك العديد من الأسباب التي تجعل دمج الإيمان في العمل المناخي أمرا لا بد منه، منها: 

1- قاعدة جماهيرية كبيرة 

أكثر من 5.8 مليار إنسان حول العالم (85% من سكان الأرض تقريبًا)، ينتمون إلى ديانات، ما يعني أنّ دمج الإيمان في العمل المناخي من شأنه أن يستهدف شريحة واسعة من البشر حول العالم ويرفع مستوى الوعي لديهم، خاصة أنّ الديانات تدعو إلى الحفاظ على الأرض التي يسكنونها، وإدخال مفهوم التغيرات المناخية والأنشطة البشرية المسببة لها، ما من شأنه أن يشجع البشر على الحفاظ على الأرض، وتجنب الأنشطة غير المفيدة لها. بالإضافة إلى ذلك، هناك تمويل مرتبط بالمنظمات الدينية، مثل التمويل الإسلامي، الذي من شأنه أن يمول جهود مكافحة التغيرات المناخية. 

2- الانخراط في النشاط المناخي 

منذ زمن طويل، انخرطت الكثير من المجتمعات الدينية في الدعوة إلى العدالة البيئية والمناخية، وفقًا لتعالم وقيم الأديان التي تدعو للعدالة، وهناك العديد من النماذج التي تُشيد بأدوار التعاليم الدينية في الحراك المناخي، مثل الاحتجاجات التي قام بها السكان الأصليون في البرازيل لمنع إقامة سدود مرتبطة بتراثهم الثقافي والديني. وهناك العديد من المسيرات المناخية والبيئية التي قادتها فكرة احترام الطبيعية المستمدة من الأديان. 

3- القيم المشتركة 

هناك على الأرض آلاف الديانات والطوائف، لكن تشترك جميعًا في عدد من القيم الإنسانية، مثل: السلام والرحمة والعدالة، ويعتقد ملايين البشر المؤمنين أنّ الحفاظ على الأرض جزء مهم من العبادة والممارسات الإيمانية. لذلك؛ فأغلب المؤمنين يدركون مسؤولية وأهمية التوازن البيئي واتخاذ قرارات من شأنها أن تحافظ على الأرض. 

لذلك، ليس من العجب أن يهتم COP29 بإطلاق جناح الإيمان في نسخته الثانية، إدراكًا لدوره الكبير في تعزيز العمل المناخي، وتحفيز البشر لمكافحة تلك الأزمة العالمية.