تقارير وتحليلات

نشر في : 07-10-2024

حدثت في : 2024-10-07 20:55:20

بتوقيت ابوظبي

حسام عيد

هناك عدة مسببات للتغير السريع في المناخ، أبرزها عاملان رئيسيان بفعل النشاط البشري، وهما «حرق الوقود الأحفوري»، و«تغييرات استخدام الأراضي التي تؤدي إلى إزالة أو تدمير النظم البيئية الأرضية والمائية».

وقد أوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، في تقرير حديث صدر عنه، أن حرق الوقود الأحفوري، وتغييرات استخدام الأراضي ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من أماكن تقع فوق سطح الأرض أو تحته، حيث كانت تُخزن أو تُحتجز سابقًا دون ضرر، وهو ما يسمى الوقود الأحفوري الطبيعي المختزن في الغابات والأراضي الرطبة وأشجار المانغروف والأعشاب البحرية.

ولفت المركز في هذا الصدد، إلى أن التقديرات تشير إلى أنه يوجد نحو 2500 مليار طن من الكربون مختزن في النظم البيئية الأرضية، بالإضافة إلى 38000 مليار طن في المحيطات، و37000 مليار طن في المحيطات العميقة، ونحو 1000 مليار طن في الطبقة العليا من المحيطات، وذلك مقارنة بما يقرب من 750 مليار طن من الكربون في الغلاف الجوي.

وأوضح التقرير أن أي تغييرات -ولو ضئيلة- في النظم البيئية في المحيطات والأراضي يمكن أن يكون لها آثار جسيمة في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والتقليل من قدرة تلك النظم على تخزين الكربون؛ مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة، وتهديد النظم الإيكولوجية، وتدمير التنوع البيولوجي.

وقد ازدادت تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي منذ بداية العصر الصناعي، وتعزى كل هذه الزيادة إلى الأنشطة البشرية.

وعلى الصعيد العالمي، أوضح التقرير أن 80% تقريبا من انبعاثات غازات الدفيئة تنتج عن الأنشطة البشرية من حرق الوقود الأحفوري والعمليات الصناعية، ولذلك، يُعد تغير المناخ والظواهر المتطرفة المصاحبة له من أبرز الضغوط على الأنظمة البيئية، بما يتضمنه ذلك من تجزئة الموائل أو فقدانها، وتدمير التنوع البيولوجي، وتزايد معدلات التلوث، وغيرها، مما يفاقم تأثير العديد من الضغوط التالية:

- ارتفاع معدل درجات الحرارة ترتفع درجة حرارة الأرض بارتفاع تركيزات غازات الاحتباس الحراري، وقد سجلت الفترة (2011-2020) أعلى معدلات في ارتفاع الحرارة بشكل مطلق.

- منذ الثمانينيات، واصلت معدلات الحرارة الارتفاع، وفي القطب الشمالي ارتفعت الحرارة بسرعة تفوق المتوسط العالمي بنحو الضعف، وبالتالي قد يتسبب هذا الارتفاع في تعرض أغلب مناطق اليابسة إلى المزيد من موجات الحر، وتزايد معدل ظاهرة حرائق الغابات بسرعة كبيرة ونطاق انتشار أكبر مما قد يترتب عليه ارتفاع معدل الأمراض المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة، مع صعوبات في التنفس بسبب ارتفاع معدل الرطوبة في الغلاف الجوي.

- تسارع وتيرة العواصف المدمرة؛ حيث أصبحت ظاهرة العواصف المدمرة أكثر حدة وتواترا في العديد من المناطق، ومع ارتفاع درجات الحرارة يزيد معدل البخر؛ مما قد يؤدي إلى غزارة الأمطار وحدوث الفيضانات، ويتسبب ذلك في تزايد وتيرة العواصف المدمرة، كما يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات في حدة وتكرارية العواصف الاستوائية؛ مما يسفر عن تدمير العواصف لتجمعات عمرانية عديدة، وما يصاحبها من وفيات وخسائر اقتصادية فادحة.