تقارير وتحليلات

نشر في : 29-06-2024

حدثت في : 2024-07-01 10:00:20

بتوقيت ابوظبي

مصطفى شعبان

تجبر الفيضانات التي تضرب بقاع متعددة في أفريقيا الملايين على النزوح فيغرق الكثير منهم الكارثة وليس الفيضان جراء حياة متزعزعة وغير مستقرة في مواقع يتم تشييدها في أماكن نائية في كثير من الأحيان.

وسنويا تضرب فيضانات شديدة بلداناً في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي مع استمرار هطول أمطار غزيرة حيث تسببت ظاهرة "النينيو" في وضع عدد هائل من البشر وهم من الفئة الأضعف على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ.

وأصبح الجفاف الحاد الذي يعقب هطول أمطار غزيرة في السنوات الأخيرة واقعاً جديداً، يفاقم من حجم المعاناة والأزمة.

 

 

مياه الفيضانات تغمر العاصمة البوروندية بوجومبورا.

 

وحسب التقارير الأممية المعنية بأزمات المناخ واللجوء، وتحديدا في الحالة الأفريقية فإنه وفي الآونة الأخيرة في كينيا وبوروندي والصومال، على سبيل المثال، تعرضت المنازل والمدارس والمباني المجتمعية للأضرار أو قد جرفتها المياه، وانضمت إليها الماشية والمحاصيل، مما جعل السكان يواجهون مخاطر متزايدة من التعرض للمجاعة وتفشي الأمراض.

دائما ما الخطوة الأولى في معالجة الكوارث خاصة المرتبطة بالمناخ هو التعرف على أسبابها وحجمها وتأثيرها، وبشأن الفيضانات الكارثية في أفريقيا هناك 5 حقائق أساسية من الأهمية بمكان التعرف عليها من أجل التكيف وعدم الغرق في الكارثة.

 

الأمطار الغزيرة.. البداية

 

خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان، هطلت أمطار غزيرة غير معتادة ومرتبطة بظاهرة "النينيو" المناخية في جميع أنحاء شرق إفريقيا، مما أدى إلى فيضان الأنهار على ضفافها، وانهيار السدود، فيما غصت المجارير وشبكات الصرف الصحي.

جُرفت المنازل والممتلكات والمدارس والمباني الأخرى أو تعرضت للضرر بفعل مياه الفيضانات، وهو ما تسبب في زج السكان في حالة من العوز والتشرد.

وقعت بعض أسوأ الأضرار في المناطق الأكثر فقراً وازدحاماً في المدن والبلدات، حيث البنية التحتية هشة، والصرف الصحي غير كافٍ، والمنازل واهية، وكذلك في مخيمات اللاجئين والنازحين.

كما طالت تأثيرات الفيضانات أكثر من 637,000 شخص، مع نزوح ما يقدر بنحو 234,000 منهم.

وقعت أسوأ الفيضانات في كينيا وبوروندي والصومال وتنزانيا.

في كينيا، بقي أكثر من 23 ألف لاجئ خارج مساكنهم في مخيمي داداب وكاكوما للاجئين، بينما في بوروندي، وهي دولة زراعية، تعرض حوالي 10% من الأراضي الزراعية للتلف.

وهنا يجب الانتباه لأدوات الإنذار المبكر والتنبؤ بشأن الأمطار وتغيرات الطقس بما يمنح الوقت لتجنب تضاعف حجم تاثير الكارثة.

 

لقطة جوية لمياه الفيضانات الأخيرة في مخيمات داداب للاجئين

 

الظواهر الجوية الشديدة

 

تتسبب أزمة المناخ في حدوث ظواهر جوية شديدة مثل العواصف وحرائق الغابات والفيضانات في جميع أنحاء العالم، ولكن آثارها تستشعر بها بشدة الفئات الأشد فقراً والأكثر ضعفاً.

ويشمل هؤلاء أولئك الذين يعيشون في مساكن متواضعة، إضافة إلى اللاجئين وغيرهم من النازحين، والذين يفتقرون في كثير من الأحيان إلى الموارد الأساسية، والبنية التحتية اللائقة، والمآوي الدائمة، وشبكات الأمان الاجتماعي المتينة.

تعد الأمطار الغزيرة التي تضرب شرق إفريقيا والقرن الإفريقي جزءًا من نمط عالمي ناشئ من أحوال الطقس العاتي، والذي ينشأ بعد أشهر فقط من هطول الأمطار الغزيرة وحدوث الفيضانات في أواخر العام الماضي والتي أعقبت أشهراً طويلة من الجفاف.

تلك الظواهر التي أصبحت جزء من حياة البشر والمتسبب الرئيسي فيها تعير المناخ تجعلنا في دائرة لا تنتهي من المخاطر، ولكسر هذه الدائرة وتحجيم ىثارها الكارثية لابد من دعم الجهود الدولية والوطنية للحفاظ على كوكبنا وعلاج ظاهرة الاحتباس الحراري.

 

 

الدعم والاستثمار في المناخ

 

هناك حاجة للاستثمار في المناخ والإدماج الاقتصادي لمواجهة تعير المناخ والتي يقع العبء الأكبر فيها بطبيعة الحال على الدول الغنية والدول الصناعية الكبرى وكونها صاحبة الإنتاج الأكبر للغازات الدفيئة المسببة للاجتباس الحراري وتغير المناخ.

الجنوب بشكل عام وقارة أفريقيا بشكل خاص هي المتأثر الأكبر بتغير المناخ وهي الحلقة الأضعف في تلك القضية والتي يجب دعمها بغجراءات التكيف والتخفيف وعلاج الأضرار والخسائر.

في كينيا على سبيل المثال نزح ما يقدر بنحو 20,000 لاجئ من مآويهم في مخيمات داداب للاجئين جراء الأمطار الغزيرة، وفر بعضهم وسط الجفاف الشديد الذي ضرب الصومال المجاورة في السنوات الأخيرة، بينما يعيش في بوروندي ما يقرب من نصف عدد اللاجئين البالغ عددهم حوالي 90,000 شخص في المناطق المتضررة أو التي يحتمل تضررها من الفيضانات.